ظنّ القاصي والداني أن ثمانين طناً من المتفجرات لاغتيال الرجل الأول في المحور، ستحذف معادلة الردع وتوازن الرعب، وسيصبحان من الماضي، حتى وصل الأمر
برئيس وزراء الكيان المؤقت نتن ياهو القول إنه باغتيالنا حسن نصر.الله غيّرنا وجه الشرق الأوسط...!
وعلى هذا المنوال، أخذت الأبواق تطبّل وتزمّر لنزع سلاح العزة والكرامة، وتجاهلت كل الأزمات والمصائب الاقتصادية والأمنية والسياسية والصحية والانهيار المالي والاعتداءات على اللبنانيين والدمار والإعمار...!
وانخفض الخطاب السياسي للمقا.ومة، ليراعي
مرحلة وقف إطلاق النار، وحرصاً على مداواة الجراح ومنح فرصة للحكومة والرئيس باعتماد الدبلوماسية وانسحاب العدو من النقاط الخمسة ووقف العدوان الجوي الذي يخرق السيادة اللبنانية ويمارس الإرهاب بكل أشكاله وألوانه...!
تمادت الأبواق بالتركيز على سلاح المقا.ومة بذريعة السلاح الشرعي ولا سلاح خارج الشرعية، ولولا هذا السلاح لاجتاح العدو واحتل العاصمة كما حصل سنة ١٩٨٢ التي تحررت مع بقية الأراضي اللبنانية بفضل هذا السلاح...!
صبرت القيادة حتى نفذ صبرها، وخرج الأمين العام عبر شاشة المنا.ر، وأعلن بشكل واضح وصريح أن السلاح باقٍ ولا يستطع أحد نزعه لا بالقوة ولا بالرضى...!
ولم يكد ينهي كلمته، حتى تسارعت وتزاحمت أصوات النشاز بالصراخ والعويل بأن العدو سيجدد الحرب على لبنان دون أن ينبث العدو بكلمة من التهديد والوعيد ...!
ينهض مما تقدم، أن المقا.ومة بخير، وأنها تخطت مرحلة الجراح، وان كل المراهنات قد سقطت، وأن سلاح التحرير هو الحصن الحصين لردع العدو في حال فكر بالاجتياح، وان وكلاءه في لبنان يدعونه وبكل وقاحة بشن الحرب على بيئة وحضن المقا.ومة، وهذا يخالف كل الأعراف والقوانين، ولا سيما المادة ٢٧٨ في قانون العقوبات اللبناني التي تعتبر هذا الفعل من الجرائم المشينة وهي جناية تصل عقوبتها حتى الإعدام...!
وعليه تطرح تساؤلات عدة منها:
١- لماذا يتناغم فريق لبناني مع العدو ويحرض على فريق ضحى وحرر؟
٢- من يعمل عند الآخر: العدو عند الأبواق أم العكس؟
٣- هل تقدم الحكومة على نزع السلاح بالقوة؟
٤- هل يتم تسليح الجيش اللبناني إلى درجة تمنحه القدرة على مواجهة العدو؟
د. نزيه منصور